العفيفي مشرف المنتدى الديني والاسلامي
رقم العضوية : 71 الجنس : عدد المساهمات : 125 النقاط : 346 السٌّمعَة : 16 تاريخ التسجيل : 17/06/2010 العمر : 50
| موضوع: قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم القصة التاسعة والثلاثون الأربعاء 18 أغسطس 2010, 03:09 | |
| القصة التاسعة والثلاثون صورتان من المروءة قال الأب لابنه : كن من أصحاب المروءة ؛ يا بني . قال الابن : وما المروءة يا أبتِ ؟ قال الأب : المروءة آداب نفسانية تحمل مراعاتُها الإنسانَ على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات . من حازها كان رجلاً كاملاً ، ومؤمناً صادقاً ، لا يعرف من الشيم إلا أحسنها ، ومن الحياة إلا أشرفها . قال الابن : جزاك الله خيراً ؛ يا والدي ، أفلا ذكرتَ لي بعض صورها ؟. قال الأب : لك ذلك يا ولدي الحبيب . أما الصورة الأولى : فقد ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حق أخيه موسى عليه الصلاة والسلام . قال الابن : كلي آذان صاغية يا أبي ومعلمي ، فهاتها حفظك الله ورعاك . قال الأب : رأى عيسى عليه السلام رجلاً يسرق ، فألطف له في الكلام معاتباً ومعلماً ، ونبهه إلى أنه يراه يسرق ... فما كان من الرجل إلا أنه أنكر فعل السرقة ، وأقسم بالله كذباً ومَيْناً ، فقال : كلا ، والله الذي لا إله إلا هو ، ما سرقت . إن لفظ الجلالة عند أصحاب المروءة وأهل الإيمان مقدس ، فلا يتصورون أن يحلف به الإنسان كاذباً ، وإن كانوا متيقنين من كذبه وسوء فعلته . عندما سمع عيسى عليه السلام الرجل يقسم أنه لم يسرق تناسى تماماً هذا الأمر ، وقال كلمته التي تلقفها الدهر ، وكتبها بأحرف من نور في سجل سيدنا عيسى ، فصارت خالدة مدى الدهر : " آمنْتُ بالله وكـذ ّبْتُ عيني " قال الابن : ما أعظم أهل المروءة ، وما أرهف إحساسهم !. قال الأب : وصورة آخرى رائعة تدل على دقيق شعورهم . هذا رجل كان في شبابه نبّاشاً للقبور ، يعتدي على حرمة الأموات ، فلما حضره الموت ، وتذكر ما كان يفعله أوصى أهله ، فقال : إذا أنا مِتّ فاجمعوا لي حطباً كثيراً ، وأوقدوا فيه ناراً ، حتى إذا أكلت النار لحمي ، وخلصَت إلى عظمي ، فأحرقَـَتـْه فخذوا عظامي ، فاطحنوها ، ثم انظروا يوماً حارّاً شديد الرياح ، فاذ روه في اليم . ...ففعل أولاده ذلك . إن الله تعالى القادر على خلقه من نطفة جمعه ثانية ، فقال له : لِم فعلتَ ذلك ؟ . قال الرجل : من خشيتك يا ربّ ، لقد كان ذنبي عظيماً . وعرف الله تعالى عميق إحساس الرجل بالذنب وخوفـَه من العقاب المرعب حين يقف أمام رب العزة القادر على كل شيء ، فغفر له وتلقـّاه برحمته . اللهم ؛ يا رحمن؛ يا رحيم ؛ يا غافر الذنب ، وقابل التوب ؛ ارحمنا إذا صرنا إليك ، وتب علينا ، فررنا إليك من عذابك ، ولجأنا إليك من عقابك ، وأنت اللطيف الودود .. أفر إليك منك ، وأين إلاّ إليك يفر منك المستجيرُ
صحيح البخاري كتاب بدء الخلق باب " واذكر في الكتاب مريم "
| |
|