كلما انتهت بروفة لحقتها بروفة أخري متعبة، رغم ذلك وقائد العرض غير مقتنع بعملنا الذي نفذ بكل دقة واتقان حسب الأوامر الصادرة منه، يمد ويرفع صوته عالياً وهو يطالبنا بالمزيد والأحسن. اعلم أن لديكم الكثير فهل أنتم مستعدون؟ فنجيبه بصوت واحد مستعدون .
مطرت أجسادنا التي أروت ملابسنا الأنيقة حتي تغيرت ألوان الوجوه والسواعد فمل الصبر منا واستسلمت الأبدان لجلدات الشمس الحارقة نبحث عن مفاجأة للخروج من سلسلة البروفات المرهقة لابد من الحذر، فلا مجال لتكرار الأخطاء السابقة توقفت الهمسات وماتت الابتسامات بدأت ترتفع الاعلام بعدما قرعت الطبول لإعلان ميلاد بروفة أخري جديدة تنتظم الخطوات وتتوحد ضربات الأرجل مع أصوات الطبول فنمعن النظر كما نفعل كل مرة الي تلك الطبلة الكبيرة، وهي تتلقي الضربات الواحدة تلو الأخري، ضربات عنيفة متتالية من ذلك الشاب النحيف يستمر التقدم وكل شيء تمام يسار يمين يسار.. يسار يمين يسار...
نمر من أمام المنصة وكلنا يظهر كل مهاراته الاستعراضية وكأننا في يوم التخرج نحاذي الشاب وطبلته الكبيرة، نسمع شهقات متلاحقة تتزاحم للخروج من جسمه المترنح تنقطع أصوات الطبول ولكن المسير استمر دونها حينها ظننت أن الشاب قد فارق الحياة عدنا الي مكان الوقوف ثم جاءنا القائد، فسألته هل من بروفة أخري؟!
- لا يا رجل أما علمت؟
- قلت لا، خير
- الطبل انفجر قالها وفي وجهه مسحة من حزن ,,خبر التخرج غداً اجبته علي الفور.
- ان شاء الله بعد أن خنقت ابتسامة في الطريق تبعتهاضحكات فيمابيننا.